الملتقى الوطني حول التدوين السياسي الساخر في الجزائر يومي 25 و 26 أكتوبر 2022
Permanent URI for this collection
Browse
Browsing الملتقى الوطني حول التدوين السياسي الساخر في الجزائر يومي 25 و 26 أكتوبر 2022 by Author "علاق، أمينة"
Now showing 1 - 1 of 1
Results Per Page
Sort Options
Item التدوين السياسي الساخر في الجزائر(جامعة أم البواقي, 2022) علاق، أمينةشهدت القنوات التلفزيونية خلال السنوات الماضية انتشارا لما يعرف بالبرامج الكوميدية التي مزجت بين الفكاهة والنقد لعديد المواضيع والقضايا، ولعل المواضيع السياسية كانت من المجالات التي استقطبت اهتمام شرائح مختلفة، وأصبحت لها جماهير واسعة تفضل مشاهدتها، فتنوعت عناوينها ومضامينها إذ اتجهت إلى نقد الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي...بأسلوب ساخر استهدف مسؤولين وشخصيات قريبة من دوائر صناعة القرار وامتد حتى لأعلى هرم السلطة فباتت الانتقادات ذات طابع الفكاهة الساخرة تمس رؤساء دول وحكومات مما زاد في شعبية هاته البرامج ونسب متابعيها عالميا ومحليا، ولعلنا في هذا السياق نذكر الصحفي الأمريكي" جون ستيوارت Jon Stewart " الذي قدم على مدار ستة عشرة سنة برنامجه " ذي دايلي شو The Daily Show " والذي وصفه الكاتب الإعلامي المصري " فهمي الهويدي" بأنه "لم يكن مسطحا ولا مهرجا، لكنه قدم نموذجا ناجحا للسخرية التي توظف المرح لإنارة العقل وإذكاء الوعى وتعرية السياسيين أمام الرأي العام..." ومع تطور وسائل الاعلام والاتصال وانتقالها من الفضاءات التقليدية إلى الفضاءات الإلكترونية انتقلت ظاهرة البرامج الساخرة إلى عديد المنصات الرقمية والتي يتزايد عدد مستخدميها، إذ تشير الاحصائيات الأخيرة إلى تجاوز عدد مستخدمي شبكة الانترنت الأربعة والنصف مليار مستخدم يطالعون مضامين متنوعة وتوجه الكثير منهم إلى صناعة محتويات إعلامية مستفيدين من الخصائص التقنية والفنية التي تتيحها الفضاءات الرقمية والتي أصبحت اكثر تحررا من الفضاءات التقليدية والتي كثيرا ما اصطدمت بسلطة الرقابة والحذف والمنع أو الحجب وحتى التضييق لعديد المضامين التي لا تتوافق وسياسات بعض الدول، ليجد المستخدم في بيئة الانترنت سهولة ويسر في النشر والمشاركة والتفاعل مع المستخدمين مما سمح بظهور مئات الأعمال، القنوات، الصفحات وحتى الحسابات التي اتجهت إلى فعل التدوين السياسي سواء بأسمائهم الحقيقية أو عبر أسماء فنية وحتى مستعارة للتعبير عن السخرية والرفض في كثير من الحالات للواقع و للممارسات السياسية المختلفة. اليوم أصبح الباحث كما المتلقي أمام ظاهرة إعلامية تتجدد ملامحها مع تجدد وتطور التقنيات التي تتيحها عديد الفضاءات الرقمية مما يجعلها بيئة تستحق الدراسة وتسليط الضوء والاهتمام لمقاربتها وفهم أبعادها وأليات عملها وكيفية تفاعل المتلقي مع هذه المضامين وصولا إلى أهم الاشكاليات التي تطرحها ظاهرة التدوين السياسي الساخر في الجزائر وانتهاء بعرض آفاق هذه الظاهرة في ظل بيئة رقمية تشهد تطورا تقنيا مستمرا.